قصص النجاح

بذرة العمل والعطاء وتحقيق الذات موجودة في كينونتنا، تبحث عن أرض صالحة لتثمر شجرة باسقة، او تموت واهنة متيبسة

أنثى أبلغ من العمر( 24 سنة ) خريجة كلية الحقوق جامعة الموصل رغم معاناتي في عدم أستجابة البنى التحتية لذوي/ات الاحتياجات الخاصة تخرجت بتفوق الثالثة على الجامعة ..بدأت عملي كباحثة اجتماعية في جمعية نساء بغداد التي آلت لي الدعم والاهتمام ونمت قدراتي في بيئة حاضنة ومحبة للجميع دون النظر للفوراق الجسمانية والاختلافات .. ومن ضمن المهام الموكلة لي هي الاستماع لقصص وخبايا النساء اللواتي هن بحاجة لمن يستمع ويقدم الدعم والارشاد اليهن سرعان ما بدأت النسوة والفتيات تتمسك بي اكثر واصبح رقم هاتفي الخاص يتنقل من واحدة الى أخرى ولم امانع لما في ذلك من خدمة إنسانية يستطيع المرء تقديمها،
واجهتني العديد من النساء لا تستطيع القدوم الى مركز الاستماع والإرشاد النفسي / الاجتماعي والقانوني الذي اعمل فيه لما في ذلك من تقييدات اجتماعية تمنعهن من الوصول الينا وكنت أبادر بالذهاب لهن ومتابعة حالاتهن ، لم يعد الامر يتعلق بمهام موكله لي كباحثة اجتماعية وانما بات الامر وكأنني بئر اسرار يختزل قصص وروايات النساء ويخفف العبء على كاهلن،
ولكوني من ذوات الاحتياجات الخاصة حيث لا استطيع قيادة السيارة كغيري من البشر لفروقات جسدية ، عانيت كثيراً في فترات ماضية من صعوبات التعلم حتى تركت المحاولات .. لكن بعد عملي في جمعية نساء بغداد وجدت نفسي أهلاً للتحدي وقادرة على خوض شرف المحاولة فمن خلال عملي في الجمعية وتواصلي مع النساء تولدت لدي قناعة راسخة بأنني قوية والنساء بحاجة لي وأن حالتي ليست أكثر سوءاً من غيري وعلي المثابرة دون توقف وبعد بحث طويل ودعم وتشجيع عائلتي استطعت شراء سيارة وارسالها الى ورشة خاصة لتحوير السيارة كي تلائم وضعي الصحي ،
أخيراً أصبحت لي سيارتي الخاصة استطيع التنقل بها بأريحية وانا اعتز بيها كثيراً لكونها شريكتي في الوصول الى قلوب النساء وتقديم خدمة إنسانية لهن .

زر الذهاب إلى الأعلى